Qsarpress

ما في ذلك السياسة والأعمال والتكنولوجيا والحياة والرأي والرياضة.

لماذا انقسم جنوب السودان؟

قبل الخوض بالحديث عن أسباب انقسام جنوب السودان، لا بد من الحديث عن السودان قبل الانقسام؛ كيف كان وضع البلاد آنذاك؟ الأسباب التي دفعت 98% من سكان السودان على التصويت بضرورة الانقسام، وكيف أصبح حال البلاد بعد ذلك!

موقع السودان:

تقع السودان شمال أفريقيا، يحدها شمالاً مصر وغرباً ليبيا، وأثيوبيا من الجنوب، ويبلغ عدد سكانها 43 مليون نسمة وذلك في إحصائية لعام 2018.

مساحة السودان قبل الانقسام:

كانت السودان تُعد كأكبر الدول العربية قبل انفصال جنوبها، أمّا الآن فهي تحتل المرتبة الثالثة عربياً بعد الجزائر والسعودية. إذ بلغت مساحة السودان قبل الانفصال كاملة ما يقارب 2.589.000 كيلو متر مربع.

مساحة السودان بعد الانقسام:

أصبحت مساحة السودان بعد الانقسام تشكل 70% من مجموع مساحتها الكلية والتي تقدر بـ 881.000 كيلو متراً مربعاً، لتبلغ مساحة الجنوب المستقل 30% من أراضي السودان بمساحة تقارب الــ 777.000 كيلو متراً مربعاً.

اقتصاد السودان قبل الانقسام:

كانت السودان تعتبر دولة غنية بالكثير من الموارد الطبيعية، والزراعية، والحيوانية، فهي تتمتع بمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، لكنها غير مزروعة، وتُصدّر السودان المواشي والجلود والصمغ العربي والذهب، وفيها العديد من الثروات.

اقتصاد السودان بعد الانقسام:

خسرت السودان مليارات الدولارات من العائدات النفطية بعد انفصال الجنوب، رغم عدم اعتماد اقتصادها على تصدير النفط.

ورغم مؤشرات تحسن الاقتصاد الكلي فإن المواطن ما زال يعتمد على المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة، والتي قالت في بيان بمناسبة إعلان الدولة إن 60% على الأقل من السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينهم 108 آلاف شخص مهددون بالمجاعة بحسب برنامج الأغذية العالمي.

ووفق تصنيف البنك الدولي، فإن دولة جنوب السودان تقع ضمن البلدان الأقل دخلاً بحوالي 1535 دولاراً للفرد سنوياً.

READ  نيجيريا تدعم محاولة المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030

ما هي مشكلة السودان؟

عانت ولم تزل السودان تعاني من أزمات سياسة واقتصادية، ظهرت على كافة أشكال الحياة فيها، مثل ظهور ملامح التنمية في الوسط دون الأطراف وتراجع معدلات الناتج المحلي الإجمالي، إذ لم يستفد السودان من موارده الطبيعية والبشرية، ولم يتم استغلالها في النمو الاقتصادي، بل إن ما حدث هو زيادة نسبة المديونية وانخفاض مستوى المعيشة وسط ارتفاع في التكاليف وأجور المواصلات.

أما معدلات التضخم فقد فاقت الـ 400% على أساس سنوي، وتراجعت القدرة الشرائية للمستهلك في ظل تدني الدخول وتراجع قيمة الجنيه بنسب وصلت إلى أكثر من 700% وزيادة الضرائب والرسوم بمعدلات تراوحت بين 500-1000% منذ بداية العام الحالي.

وقد أُجري في الفترة من 9 يناير وحتى 15 يناير 2011 استفتاء حول انقسام جنوب، لمعرفة ما إذا كان سكان جنوب السودان يرغبون بالبقاء بدولة واحدة مع السودان أو الانفصال بدولة مستقلة وذلك تنفيذاً لبنود اتفاقية السلام الشامل والتي وقعت في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في 9 يناير 2005.

وتم إعلان نتيجة الاستفتاء في 7 فبراير 2011 وكانت نتيجتها موافقة أغلبية المصوتين على الانفصال عن السودان الموحد.

وقد أعلن تاريخ انفصال السودان رسمياً في 9 يوليو 2011 في حفل كبير في عاصمة الجنوب جوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في ذاك الوقت ورئيس جنوب السودان سيلفا كير وعدد من زعماء الدول، وذلك بعد أن أيد غالبية المصوتين بانفصال الجنوب.

ما أسباب انفصال جنوب السودان؟

يمكن إرجاع قرار الانفصال إلى سياسة حكومة شمال السودان الثابتة والمتمثلة في تهميش الجزء الجنوبي من البلاد منذ استقلال السودان في عام 1956.

حيث دعا النضال لتحرير الجنوب إلى توحيد السودان “على أساس جديد” من خلال حكومة تمثيلية أيدت الحقوق الأساسية واحترام شعب السودان المتنوع. ولكن عندما انتهت الحرب الأهلية التي امتدت منذ 1983-2005، منح اتفاق سلام موقع بين الشمال والجنوب للجنوبيين الحق في التصويت على تقرير المصير بعد ست سنوات.

READ  قاض تونسي يسمح لزعيم المعارضة بالخضوع للمحاكمة

وعندما تم إجراء الاستفتاء صوت ما يقارب الـ 98% من الجنوبيين لصالح انفصال الجنوب. وتالياً نستعرض الأسباب التي أدت إلى نتيجة هذا التصويت:

  • سوء الأحوال المعيشية: تعتبر الأوضاع المعيشية سيئة في كل مناطق السودان، إلاّ أن أهالي الجنوب يرون أن أهالي شمالها يتمتعون بغالبية ثروات ومقومات الدولة، حتى أنّهم يُشبّهون أنفسهم بالطبقة الثالثة والرابعة، لذا طالبوا بالانفصال طمعاً بأن تتحسن أحوالهم.
  • الاختلاف الديني بين شمال وجنوب السودان: إذ إن 95% من أهالي شمال السودان يعتنقون الديانة الإسلامية، فيما بلغت نسبة معتنقي الديانة المسيحية أكثر من 80% في الجنوب.
  • التدخل الأجنبي ومساعدته لأهالي الجنوب: كان جنوب السودان يرى بأن أغلب المساعدات والمعونات التي تصل من الدول العربية للسودان تذهب لشماله لأن غالبية سكان الشمال المسلمين، لذا قررت الدول الغربية مساعدة جنوب السودان، فعملت على إمداداه بالمساعدات وحتى الذخائر والأسلحة لمواجهة الشمال، فيما كانت المساعدات التي تقدمها الدول الأوروبية ما هي إلاّ طمعاً بثروات الجنوب السوداني.
  • امتناع جنوب السودان عن تطبيق الحكم الإسلامي: فالسودان ككل كانت تعد دولةً إسلامية، تطبق أحكام الشريعة على كافة مواطنيها، إلا أن أهالي الجنوب لم يقبلوا بهذه الأحكام، وذلك لأن غالبيتهم يعتنقون الديانة المسيحية، وبعد أن أعلنت الحكومة السودانية تطبيق حد شارب الخمر وصانعه، ثار جنوب السودان وامتنع أهله عن الإذعان لكافة أوامر الدولة.

لا تزال أخبار السودان اليوم تعكس واقعها غير المستقر والتحديات التي تمر بها البلاد، فإلى متى ستنتهي هذه الخلافات؟!