أعلنت شركة مايكروسوفت، يوم الثلاثاء، عن شراكة استراتيجية جديدة مع شركة AMD لتطوير معالجات مخصصة لأجهزة “إكس بوكس” من الجيل القادم، ما يؤكد توجه الشركة نحو تحويل منصتها إلى جهاز أقرب إلى الحواسيب الشخصية من حيث البنية والمرونة.
وجاء الإعلان على لسان رئيسة قسم إكس بوكس، سارة بوند، في فيديو قصير نُشر على منصة يوتيوب، حيث كشفت عن التعاون مع AMD لتصميم الشرائح الإلكترونية للأجهزة الجديدة. رغم أن AMD هي المزود التقليدي للمعالجات في أجهزة إكس بوكس منذ نسخة 360، فإن اللهجة التي استخدمتها بوند تكشف عن تحوّل جوهري قادم.
فقد أوضحت بوند أن أجهزة إكس بوكس المستقبلية ستعمل بنظام ويندوز، ولن تكون مرتبطة بمتجر ألعاب واحد فقط. هذا التصريح يتماشى مع الشائعات المستمرة حول نية مايكروسوفت جعل أجهزتها القادمة أكثر انفتاحًا، شبيهة بالحواسيب الشخصية من حيث القدرة على تشغيل مختلف منصات الألعاب.
ويأتي الإعلان بعد طرح جهاز ROG Xbox Ally، وهو جهاز محمول يحمل علامة إكس بوكس من تطوير شركة Asus، ويعتمد على نظام ويندوز ويمنح المستخدمين القدرة على الوصول إلى منصات مثل Steam. إلا أن هذا الجهاز لا يستطيع تشغيل ألعاب إكس بوكس المخصصة للمنصة مباشرة، بل فقط النسخ المتوفرة للكمبيوتر.
لكن بوند طمأنت الجماهير بأن أجهزة الجيل القادم من إكس بوكس ستدعم خاصية التوافق مع الأجيال السابقة، مشيرة إلى أن الجهاز سيكون قادرًا على تشغيل مكتبة الألعاب الحالية. وأضافت: “نعمل مع AMD على تطوير تقنيات رسومية متقدمة ترتقي بجودة الصورة وتجربة اللعب، مدعومة بقوة الذكاء الاصطناعي، وكل ذلك مع الحفاظ على توافق الألعاب مع مكتبتكم الحالية.”
ورغم ذلك، ظل خطاب مايكروسوفت غامضًا ومفتوحًا على عدة احتمالات، حيث تحدثت بوند عن “مجموعة أجهزة” تشمل أجهزة منزلية، محمولة، حواسيب، خدمات سحابية، وإكسسوارات. ويبدو أن الشركة تسعى إلى توسيع مفهوم “إكس بوكس” ليشمل أكثر من مجرد وحدة تحكم تقليدية.
وفي خطوة لافتة، ذكرت بوند أن المستخدمين سيملكون أجهزة إكس بوكس في غرفة المعيشة وفي أيديهم، ما يُلمح إلى إمكانية تطوير جهاز محمول من إنتاج مايكروسوفت نفسها. لكن تقارير حديثة تشير إلى أن هذا المشروع الداخلي قد تم التخلي عنه في وقت سابق.
جدير بالذكر أن التعاون مع AMD يعني أن الأجهزة الجديدة لن تدعم تقنية DLSS من Nvidia، وهي ميزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وكفاءة الرسوميات، وتُستخدم حاليًا في جهاز Switch 2 من نينتندو. وعلى الرغم من أن AMD وسوني حاولتا تطوير تقنيات مشابهة، فإن النتائج لم تكن بنفس المستوى.
بذلك، يبدو أن مايكروسوفت تمضي قدمًا في خطتها لتحويل إكس بوكس إلى منصة متعددة الأبعاد، تدمج مزايا الحاسوب التقليدي مع تجربة اللعب على الكونسول، في محاولة لتعزيز موقعها في سوق يشهد تحولات متسارعة.