Qsarpress

ما في ذلك السياسة والأعمال والتكنولوجيا والحياة والرأي والرياضة.

لماذا تقاس الدول العربية ردا على العدوان الإسرائيلي؟

نيودلهي، 10 ديسمبر (إيانس): ربما كان العالم على علم بغزة في أعقاب إعلان إسرائيل الحرب ضد حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن صمت العالم العربي إزاء الانتقام الإسرائيلي المتواصل ضد حماس كان مسموعاً.

ورغم أن القمة العربية الإسلامية الأخيرة لم تبرر حرب غزة وطالبت بالسماح بدخول المساعدات إلى المنطقة التي مزقتها الحرب، إلا أنها دعت إلى وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.

ووفقا للمصادر، أعربت إسرائيل عن رغبتها في إنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود غزة لمنع الهجمات المستقبلية. وتكشف مصادر إقليمية أيضًا أن إسرائيل شاركت خططها مع مصر والأردن، باستثناء الإمارات.

وتفيد التقارير أن المملكة العربية السعودية، التي أوقفت عملية التخلف عن السداد بوساطة الولايات المتحدة بعد اندلاع حرب غزة قبل شهرين، تترنح أيضاً. كما تم إبلاغ نوايا إسرائيل إلى تركيا.

ومن الواضح أن إسرائيل تذهب إلى ما هو أبعد من وسطاءها العرب المعتادين في تشكيل غزة ما بعد الحرب.

وحتى الآن لم تبد أي دولة عربية أي اهتمام بإدارة غزة في المستقبل المنظور، ولكنها أدانت الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص ودمر قسماً كبيراً من غزة بالأرض.

ومع ذلك، فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية في ضوء هذه التطورات يشير إلى نقطة تحول تاريخية محتملة من شأنها أن تضع المملكة العربية السعودية في الحظيرة الأمنية الأمريكية.

ويُعتقد أن المخاوف من التقارب الإسرائيلي السعودي هي التي كانت وراء هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ومن المؤكد أن هذا يضع المملكة العربية السعودية في مأزق، حيث أشارت الرياض سابقًا إلى أنه يجب على إسرائيل أن تفعل شيئًا جوهريًا كشرط مسبق لتطبيع القضية الفلسطينية.

READ  الجميع خاسر في الصراع الإقليمي المقبل

إن وجود شرق أوسط مستقر وعلاقات سلسة مع الولايات المتحدة أمر ضروري للمملكة العربية السعودية لتحقيق أهدافها الاقتصادية الطموحة. تعتبر هذه الأجندة طويلة المدى عاملاً حاسماً بالنسبة للمملكة العربية السعودية في تحديد طريقها إلى الأمام في الصراع المستمر.

ومن المرجح أيضًا أن تلعب المملكة العربية السعودية دورًا ماليًا في الإدارة المؤقتة التي أقرتها الأمم المتحدة والتي ستعيد السيطرة على السلطة الفلسطينية إلى غزة. ولكن من المتوقع أن تكون مثل هذه الشخصية أشبه بمقالب نقدية لعملاء محددين.

ومع ذلك، فإن هذا لن يكون مفضلاً من قبل المملكة العربية السعودية، حيث تسعى الدولة الخليجية الآن إلى البحث عن فرص استثمارية في الأكوام النقدية، وهو ما تم توضيحه مؤخرًا في المفاوضات مع مصر.

بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 (المعروفة أيضًا باسم حرب يوم الغفران)، فرضت المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية المنتجة للنفط حظرًا نفطيًا على الولايات المتحدة لمعاقبة واشنطن على دعمها لإسرائيل.

أدى الحصار والتخفيضات المصاحبة له في إنتاج النفط في الخليج إلى مضاعفة سعر النفط في الولايات المتحدة أربع مرات.

ولكن مع تغير الزمن ويبدو أن الطاولة قد انقلبت، فإن استئناف المناقشات الإسرائيلية السعودية يمكن أن يشير إلى علاقة سعودية أمريكية متجددة وحيوية. ولكن طالما استمر الصراع في غزة، فإن الاتفاق الإسرائيلي السعودي سيبقى على الجليد.