Qsarpress

ما في ذلك السياسة والأعمال والتكنولوجيا والحياة والرأي والرياضة.

إنعاش الاقتصاد الباكستاني: شريان الحياة للمملكة العربية السعودية

إنعاش الاقتصاد الباكستاني: شريان الحياة للمملكة العربية السعودية

كررت باكستان والمملكة العربية السعودية التزامهما بتسريع 5 مليارات دولار في المرحلة الأولية للاستثمار السعودي في باكستان. ويعد هذا الاستثمار مهمًا بالنسبة لباكستان حيث أنها تتلقى مساعدات مالية وائتمانات استثمارية بالغة الأهمية، والتي تعتبر ضرورية لتحقيق الاستقرار في اقتصادها ومواجهة التحديات مثل ارتفاع التضخم والاختلالات الخارجية. وفي الوقت نفسه، تهدف المملكة العربية السعودية إلى استخدام الاستثمارات الاستراتيجية لتوسيع وتطوير التعاون الاقتصادي الإقليمي. وتجسد هذه الشراكة رؤية مشتركة لتعزيز النمو الاقتصادي والرخاء المتبادل.

إن لفتة المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة لها آثار عميقة على اقتصاد باكستان وصورتها ومكانتها العالمية. إن الإشارات الإيجابية الصادرة عن المملكة العربية السعودية، إلى جانب احتمال ضخ رؤوس أموال كبيرة، تعمل على تعزيز الثقة في إمكانات باكستان. ويشير هذا إلى أن باكستان تبرز كوجهة جذابة للمستثمرين الدوليين للتجارة والاستثمار. علاوة على ذلك، بمجرد أن تتحقق هذه الاستثمارات، فإنها ستوفر الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما يعزز ثقة المستثمرين ويغرس الثقة في قدرة الحكومة الجديدة على إدارة المشهد الاقتصادي المليء بالتحديات. ومن خلال إظهار التزام المملكة العربية السعودية بضمان أمن الطاقة في باكستان، فإن هذه الشراكة تعزز مكانة باكستان على الساحة العالمية وتعزز مكانتها كمركز للتصنيع في المستقبل.

ومن المهم أن نعترف بأن باكستان طلبت سابقًا المساعدة من المملكة العربية السعودية خلال الأزمات الاقتصادية. وقد لجأ كل من حزب عمران خان الباكستاني تحريك الإنصاف (PTI) وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – نواز (PML-N) لشهباز شريف إلى الرياض للحصول على الدعم المالي في الماضي. ومع ذلك، هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لمعالجة العقبات التنظيمية وخلق بيئة صديقة للاستثمار لضمان استدامة الاستثمارات السعودية والمصالح التجارية في باكستان. يوفر إنشاء لجنة تسهيل الاستثمار الخاصة (SIFC) طريقة واعدة لتنظيم ممارسات الاستثمار وإزالة الحواجز أمام دخول المستثمرين الأجانب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

اقتباس مقتبس: من خلال إظهار التزام المملكة العربية السعودية بضمان أمن الطاقة في باكستان، فإن هذه الشراكة تعزز مكانة باكستان على المسرح العالمي كمركز للتصنيع في المستقبل.


– وقار أحمد

إن إنشاء مركز SIFC، بمشاركة عسكرية نشطة، يجسد نهجاً متكاملاً للإنعاش الاقتصادي ويظهر التزام الحكومة بجذب الاستثمار الأجنبي. ومن خلال الاستفادة من خبرات وموارد المؤسسة العسكرية، تهدف باكستان إلى تسريع وتيرة تنفيذ السياسات والبرامج الاقتصادية، وبالتالي تعزيز النمو والتنمية على المستويين الوطني ودون الوطني. إن إدراج الجيش في الأدوار الرئيسية داخل SIFC يدل على أهمية الأمن القومي في قيادة المواءمة الاستراتيجية والازدهار الاقتصادي.

READ  تركمانستان تعزز التعاون الاقتصادي مع أذربيجان والدول العربية – وزارة الخارجية

وبالنظر إلى المستقبل، يجب على باكستان الاستفادة من خبرات المملكة العربية السعودية ومواردها في مختلف القطاعات لفتح فرص تنمية جديدة. ومن خلال تلقي المساعدة السعودية في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والتخفيف من تغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، يمكن لباكستان تسريع تنميتها الاجتماعية والاقتصادية. توفر ريادة المملكة العربية السعودية في تطوير الطاقة المتجددة دروسًا قيمة لاقتصادات الأسواق الناشئة مثل باكستان، مما يوفر فرصًا لتنويع مزيج الطاقة وتحسين الاستدامة. تتضمن رؤية المملكة 2030 أيضًا خططًا للزراعة الخضراء – وهو نهج للزراعة يركز على الممارسات المستدامة لمنع التدهور البيئي وتحقيق الأمن الغذائي. سوف تستفيد شبكة الجامعات الزراعية الباكستانية من تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية بين الاقتصادين.

كما أن اتفاقية التجارة الحرة المحتملة بين باكستان ودول مجلس التعاون الخليجي تنطوي على إمكانات اقتصادية. يمكن للمملكة العربية السعودية أن تلعب دوراً مهماً في تسهيل المناقشات ومعالجة المخاوف التي أثارها أعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرون. ويمضي كلا البلدين قدما في إبرام معاهدة الاستثمار الثنائية (BIT)، التي تحمي مصالح المستثمرين على كلا الجانبين وتوفر منتدى دوليا لأي تحكيم.

ومع تعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تستطيع باكستان استخدام النفوذ الإقليمي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية لتطبيع التجارة مع الهند وإحياء حوار رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (SAARC). ولديها القدرة على تعزيز التعاون والاتصال بشكل كبير في جميع أنحاء جنوب آسيا، مما يمثل منظوراً تحويلياً على المشهد الاقتصادي في المنطقة.


دكتور. وقار أحمد خبير اقتصادي وموظف حكومي سابق.

إخلاء المسؤولية: الآراء التي عبر عنها الكتاب في هذا القسم خاصة بهم ولا تعكس بالضرورة آراء عرب نيوز.