مع حلول مساء الاثنين، تتجه أنظار العالم نحو الاحتفال بـ”الهالويين”، تلك الليلة التي تكتسي فيها الشوارع والمنازل حلة الرعب، وتزينها أشكال الأشباح ومجسمات الهياكل العظمية. لكن خلف هذه المظاهر الاحتفالية والأزياء التنكرية، يختبئ تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، وعادة ما يتجدد هذا الحدث السنوي بأخبار فنية تزيد من حماس الجمهور، كما هو الحال مع الإعلان الأخير لفرقة الروك الشهيرة “My Chemical Romance” التي اختارت هذا التوقيت لتكشف عن مفاجأة لجمهورها لعام 2026.

جذور ضاربة في القدم وطقوس “سوين”

بعيداً عن الصخب الحديث، تعود أصول يوم الهالويين، الذي يصادف 31 أكتوبر من كل عام، إلى مهرجان إيرلندي قديم يُعرف بـ”سوين” ضمن حضارة السلتيك قبل نحو ألفي عام. كان هذا التاريخ يمثل بالنسبة لهم فصلاً حاسماً، إذ يُعد آخر يوم في الصيف وبداية الشتاء القاتم، وهو الوقت الذي اعتقدوا فيه أن الحواجز بين عالمي الأحياء والأموات تتلاشى، مما يسمح للأرواح بالعودة إلى الأرض.

تلك المعتقدات دفعت السكان قديماً لإقامة طقوس خاصة لطرد الأرواح الشريرة، شملت إشعال النيران وتقديم القرابين، فضلاً عن ارتداء أقنعة وأزياء مخيفة للتمويه، لتتحول هذه العادة بمرور الزمن إلى حدث سنوي راسخ. ومع موجات هجرة الإيرلنديين إلى الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، انتقلت هذه التقاليد إلى الضفة الأخرى من الأطلسي، حيث تبناها الأمريكيون بسرعة، وانتشرت الاحتفالات لتشمل تجمعات عائلية وم comunautaire في مختلف الأحياء.

تحولات عصرية: من الروحانيات إلى السينما والموسيقى

شهدت حقبة الثلاثينيات منعطفاً مهماً في تاريخ هذا العيد، إذ تحول الهالويين إلى احتفال اجتماعي مرح، متخلياً عن طابعه الروحاني والديني الصارم. أصبح الأطفال جزءاً أساسياً من المشهد، عبر طقوس التجول في الأحياء لجمع الحلوى. كما برزت ثمرة اليقطين كأيقونة لهذا اليوم، نظراً لتزامن موسم حصادها في الخريف مع الاحتفالات، حيث تفنن الناس في نحتها بأشكال مرعبة. ولم تتوقف الظاهرة عند هذا الحد، بل غزت عالم السينما الأمريكية التي أنتجت مئات الأفلام المرعبة المستوحاة من أجواء هذه الليلة.

وفي سياق استمرار ارتباط عالم الترفيه بهذا العيد، أعلنت فرقة “My Chemical Romance” عن إضافة موعدين نهائيين لجولتها الموسيقية الضخمة المقررة في عام 2026، حيث اختارت الفرقة عطلة نهاية أسبوع الهالويين لإحياء حفلات تاريخية في مسرح “هوليوود بول” الشهير بلوس أنجلوس.

خمس ليالٍ تاريخية في لوس أنجلوس

وفقاً للجدول المعلن، ستحيي الفرقة حفلين إضافيين يومي الجمعة 30 أكتوبر والسبت 31 أكتوبر 2026، لتصبح بذلك “My Chemical Romance” أول فرقة في التاريخ تقدم عروضاً لخمس ليالٍ ضمن جولة واحدة في هذا المسرح العريق، حيث سبق لها تأكيد ثلاث حفلات أخرى كجزء من جولة “Black Parade”.

اللافت في هذا الإعلان هو الطابع الاحتفالي المميز للحفلين؛ إذ سيشهد حفل “ليلة الشيطان” (Devil’s Night) المقرر في 30 أكتوبر مشاركة خاصة لفرقة “The Used”، بينما ستنضم فرقة “Thrice” لإحياء ليلة الهالويين الرسمية في 31 أكتوبر. وقد أوضحت التقارير أن هذين الموعدين تحديداً لا يندرجان رسمياً تحت مسمى جولة “Black Parade”، بل يعتبران حدثاً خاصاً يختتم به الفريق جدوله المزدحم.

خارطة طريق عالمية قبل الختام الكبير

يأتي هذا الختام المثير في لوس أنجلوس بعد رحلة ماراثونية للفرقة ستبدأ مطلع عام 2026، حيث ستجوب “My Chemical Romance” قارات العالم، بداية من أمريكا اللاتينية التي ستشهد حفلات ضخمة في ملاعب كبرى بمدن مثل بوغوتا، ليما، سانتياغو، بوينس آيرس، وساو باولو.

لن تقتصر الجولة على الغرب فقط، بل ستحط الرحال في آسيا خلال شهر أبريل، مقدمة عروضاً في كوريا الجنوبية، تايلاند، الفلبين، وسنغافورة، وصولاً إلى إندونيسيا. كما يتضمن الجدول محطات أوروبية بارزة تشمل ملعب ويمبلي في لندن وملعب أنفيلد في ليفربول، بالإضافة إلى مشاركات في مهرجانات أمريكية كبرى، ليجتمع عشاق الموسيقى والتاريخ في مشهد يؤكد أن الهالويين لم يعد مجرد ذكرى للأرواح، بل موسماً عالمياً للفن والاحتفال.