ظهر تسريب جديد لبطاقة رسومات تجريبية من طراز RTX 5090 يكشف عن نموذج أولي يستهلك كمية طاقة هائلة تصل إلى 2400 واط، ما يجعلها أقرب إلى محطة طاقة مصغرة منها إلى وحدة معالجة رسومات تقليدية.
اللوحة الإلكترونية، التي بدت وكأنها قُطعت إلى نصفين لأسباب غير معروفة، تُظهر تفاصيل كافية توحي بأنها لم تُصنع للاستخدام العام، بل ربما كانت أداة اختبار استخدمتها إنفيديا أو أحد شركائها لدفع حدود الأداء إلى أقصاها قبل اتخاذ قرار بشأن الشكل النهائي القابل للبيع.
ويبدو أن وجود أربعة موصلات للطاقة ليس عشوائيًا، بل يعكس استراتيجية واضحة لتجنب الأعطال. أحد التفسيرات المحتملة هو وجود أنظمة أمان إضافية، خاصة مع السمعة المتذبذبة لمآخذ الـ16 دبوس. تفسير آخر هو توزيع استهلاك الطاقة على نطاق أوسع لتفادي ارتفاع حرارة البطاقة وتحولها إلى “محمصة كهربائية”.
نظريًا، بإمكان أربعة موصلات من نوع 16 دبوس توفير ما يصل إلى 2400 واط، وهو ما يعادل تقريبًا طاقة تشغيل اثنين من أجهزة التدفئة المنزلية الرخيصة في آنٍ واحد. على يمين وحدة معالجة الرسومات، يمكن رؤية صفين من منظمات الجهد الكهربائي، مما يشير إلى أن إنفيديا كانت مدركة تمامًا لحجم الطاقة التي ستتعامل معها هذه البطاقة.
بطاقة كهذه لا تبدو مناسبة لأجهزة الكمبيوتر المنزلية العادية، بل تبدو موجهة بشكل أساسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الفائقة، أو عمليات التصيير السينمائي المتقدمة.
ومن الملاحظ أيضًا وجود رؤوس إضافية للمراوح وموصلات USB حول أطراف اللوحة، بالإضافة إلى دبابيس تشخيصية وخمسة مخارج فيديو بدلاً من الأربعة المعتادة. أما وحدات الذاكرة، فتبدو متوافقة مع مواصفات RTX 5090، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هناك وحدات ذاكرة إضافية على الوجه الخلفي للبطاقة. من المحتمل أن يكون هذا النموذج نظرة أولية على إصدار Ti من RTX 5090 أو حتى على فئة RTX PRO 6000 التي تعتمد على معمارية Blackwell.
ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها نموذج أولي من RTX 5090. ففي يناير الماضي، تم تسريب نسخة تجريبية مزودة بموصلين من نوع 16 دبوس، وتصميم حراري يبلغ 800 واط، أي بزيادة تقارب 39% مقارنة بالقدرة الحرارية الرسمية للبطاقة والبالغة 575 واط. وكانت تلك النسخة تتضمن وحدة معالجة من نوع GB202 مدعومة بـ24,576 نواة CUDA، مقابل 21,760 في النسخة القياسية، إضافة إلى ذاكرة 32 جيجابايت من نوع GDDR7 على ناقل بيانات بعرض 512-بت.
كما ظهر أيضًا لمحة سريعة عن إصدار من تصميم “Founders Edition” في مقطع مصور نشرته إنفيديا من خلف الكواليس، حيث تضمن تصميمًا عموديًا للوحة الرئيسية، وهيكلًا رباعي الفتحات وثلاث مراوح تبريد، ضمن ما أطلقت عليه الشركة “نظام تدفق ثلاثي الأجزاء”. لو تم إطلاقه، لكان أكبر إصدار Founders Edition في تاريخ إنفيديا. ومع أن الفكرة لم تستمر، إلا أن العديد من الشركاء واصلوا العمل على نسخ ضخمة خاصة بهم مستوحاة من هذا التصميم.
بهذا النموذج التجريبي، تؤكد إنفيديا مجددًا استعدادها لدفع حدود الأداء في عالم بطاقات الرسومات، حتى وإن كانت التجربة بعيدة حاليًا عن متناول المستخدمين العاديين.