يبدو أن شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات، الشريكة في التحالف مع رينو، تغرق أكثر في أزمتها المالية، حيث لم تعد الخطط السابقة للتقشف كافية لإنقاذ الوضع. وبحسب تقرير إعلامي حديث، تعتزم الشركة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل تقليصًا كبيرًا في عدد الوظائف على مستوى العالم.
كشفت قناة NHK اليابانية أن نيسان تخطط لإلغاء عشرة آلاف وظيفة إضافية على مستوى العالم. ويضاعف هذا الرقم تقريبًا خطة التخفيضات التي أُعلنت سابقًا، لتشمل في المجمل نحو 15% من القوى العاملة لدى الشركة. ومن المقرر أن تعلن نيسان عن نتائجها المالية يوم الثلاثاء، ما يُتوقع أن يُلقي بمزيد من الضوء على حجم الأزمة التي تمر بها.
قبل أسابيع، حذرت نيسان من أن خسائرها خلال السنة المالية المنتهية ستكون أكبر بكثير مما كان متوقعًا، وذلك نتيجة لإجراءات شطب أصول كبيرة. وفي إطار جهودها لتقليص النفقات، قررت الشركة أيضًا التراجع عن خطتها لإنشاء مصنع جديد لإنتاج البطاريات.
وتُعزى أزمة نيسان إلى عدة عوامل، من بينها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أثرت سلبًا على مبيعات سيارات نيسان، وخاصة طراز Rogue الذي كان يُعد الأكثر مبيعًا للشركة في السوق الأمريكية. في عام 2024، شكّل هذا الطراز ربع مبيعات نيسان في الولايات المتحدة، لكن الطلب عليه تراجع بشكل حاد في الآونة الأخيرة.
وتواجه نيسان تحديات متراكمة تتعلق بانخفاض الطلب، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع ثقة المستثمرين. وتشير التقديرات إلى أن الشركة ستضطر إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الصناعية العالمية، وإجراء تغييرات جذرية في عملياتها التشغيلية في مختلف الأسواق.
من المتوقع أن تُحدث هذه القرارات تأثيرات كبيرة على العاملين في مصانع نيسان في عدة دول، لا سيما في آسيا وأوروبا. ويترقب مراقبون ومحللون الخطوات التالية التي ستتخذها الشركة لإنقاذ نفسها من الانحدار المستمر في الأداء المالي، وسط منافسة شرسة في سوق السيارات العالمية وتوجه متزايد نحو السيارات الكهربائية.
يُذكر أن نيسان كانت قد واجهت في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات الإدارية والمالية، بدأت مع اعتقال الرئيس التنفيذي السابق كارلوس غصن، وما تبعه من اضطرابات داخلية أثرت على استقرار الشركة وخططها المستقبلية. والآن، تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات صعبة قد تحدد مصيرها في المرحلة المقبلة.