Qsarpress

ما في ذلك السياسة والأعمال والتكنولوجيا والحياة والرأي والرياضة.

الليرة التركية تواصل الهبوط رغم بداية تطبيق الحلول الاقتصادية المقترحة

انهيار العملة التركية لأدنى معدلاتها وارتفاع معدل التضخم لأعلاه وتدهور الحالة الاقتصادية وشكوى المواطنين الأتراك بارتفاع أسعار السلع والمنتجات وثقل تكاليف المعيشة ما يهدد بزيادة نسبة الفقر والبطالة،ومطالبات الأحزاب المعارضة بإقامة انتخابات فورية لإنقاذ البلاد من الفوضى وتغييرسياسة الدولة في حل أزمة التضخم.

وجهة نظر أوردغان في حل أزمة الأسعار

تتعرض البلاد التركية لأزمة ومعاناة واضطرابات اقتصادية ومالية منذ نوفمبر الماضي بسبب انهيار قيمة الليرة التركية في سوق تجارة العملات الأجنبية وزيادة أسعار السلع لأكثر من 50% مما أدى إلى أزمة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة،ولا يزال  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير قلق ومتفائلاً بتحسن الأوضاع الاقتصادية في أقرب وقت ممكن منتهجاً في ذلك خفض سعر الفائدة البنكية مخالفاً لقواعد الاقتصاد العالمية.

  • انهيار قيمة الليرة

انهارت العملة التركية بمعدل 44% مقابل الدولار الأمريكي بقيمة 13.92 دولار لليرة الواحدة، بالإضافة إلى 5%زيادة أخرى مؤخراً، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع لتصل لأكثر من 36% في ديسمبر الماضي،وارتفاع تكاليف المعيشة بنسبة 50%.وبات الوضع الاقتصادي التركي مهدداً بالانهيار فقد انخفض سعر الليرة إلى 18% و ذلك في يوم واحد في بداية الأزمة نوفمبر الماضي .

  • ارتفاع معدل التضخم وسياسة أردوغان لحل الأزمة

ارتفع معدل التضخم  السنوي في السوق التركي العام الماضي لأكثر من 21% و هي زيادة كبيرة بسبب مما أدت إليه التدهورات الأخيرة في أسواق المال تبعاً لانخفاض قيمة الليرة التركية.

ومن أساسيات العلوم الاقتصادية لمواجهة أزمة التضخم هودور البنك المركزي في رفع قيمة الفائدة ويعتبر الخيارالأول والمضمون للقضاء على أزمة التضخم وتحسين الوضع المالي لأي نظام اقتصادية، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خالف هذه القواعد وضرب بها عرض الحائط، ويتبع منهجاً غير مسبوق لمواجهة الأزمة، حيث أجرى تعديلات في البنك المركزي وأمر بخفض سعرقيمة  الفائدة من 19% إلى 14% وهي تعتبر المرة الثالثة  خلال عام واحد.

  • رؤية أردوغان الاقتصادية لمواجهة الأزمة وخفض معدل التضخم
READ  أوروبا لتكون الوجهة الرائدة للمسافرين: أفضل خطط السفر لما بعد عام 2022 والتي تم الكشف عنها في استبيان جديد للسفر بغرض الترفيه والأعمال

يتبع أردوغان منهجاً غير تقليدي في الأمور الاقتصادية والمالية منذ توليه أمور البلاد، يحاول خفض سعر الفائدة البنكية ، فهو يرى على حد قوله: إن رفع سعر الفائدة شر سياسة لا تجدي نفعاً سوى أنها تزيد الفقراء فقراً والأغنياء غنى .

و قد خرجت مظاهرات  في الشارع التركي في كل من أسطنبول و أنقرةاحتجاجا على سوء الأحوال الاقتصادية و تعبيراًعن زيادة الأعباء الماديةعلى  الأسر التركية ، و ذلك قبل أن يتخذ الرئيس قراراًجريئاً يتم تطبيقه بداية العام الجديد  2022 يقضي برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50% ليصل دخل المواطن إلى 4250 ليرة شهرياً ما يعادل 275.4 دولار أمريكي ، مقارنة بحد أجور أدنى قيمته 2825 العام الماضي محاولة منه لتخفيف الأعباء الاقتصاديةعلى المواطنين وتسييراً لحركة التجارة، وهذه الخطوة الجريئة هي الثانية في أربع سنوات تقريباً.ومن وجهة نظر أردوغان أن الصادرات تأخذ الأولوية على حساب استقرار العملة المحلية لتسمح بذلك بالتصدير بأسعار تنافسية مما يعزز النمو الاقتصادي للبلاد.

وفي خطابه صرح الرئيس بأن بلاده تمر بتحول في الاقتصاد و ستتعافى وترتقي للخطوة التالية في طريق التقدم،وأن الصادرات ستجنى ثمارها في تعزيز التجارة الخارجية بجهود أبناء البلد .

  • مقومات الاقتصاد التركي

يعتمد الاقتصاد التركي على الواردات لتصنيع  وإنتاج السلع من أول المواد الغذائية وصولاً إلى صناعة المنسوجات التي تشتهر بها البلاد، لذا فإن تدهور الليرة يؤثر على أسعار السلع و المنتجات للمستهلكين المحليين.

و يشتكي المزارعون وأصحاب الكروم من تأثير الأزمة على الإنتاج و جني الأموال ففي حين تباع المحاصيل بأسعار زهيدة إلا أن أسعار الديزل ، والأسمدة الزراعية المستخدمة  تستمر في الارتفاع مما يثقل  الحمل على المزارعين الذين تتراكم عليهم الديون ، ويفكر الكثير منهم ببيع ممتلكاتهم لعجزهم عند سداد تلك الديون.

  • دورالسياحة التركية في حل الأزمة
READ  ومن بين الأوبئة ، من المتوقع أن ينمو قطاع التأمين السعودي بنسبة 2.3٪ بحلول عام 2020

يرى خبراء المال والاقتصاد إن دور السياحة مهم جداً في موازنة وتحسينالأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ، ففي ظل انخفاض العملة التركية وانخفاض أسعار تكاليف السفر والخدماتمقارنة بعملة الدولار الأمريكية وعملات أخرى كالجنيه المصري يجعل من تركيا اختياراً سياحيا أكثر جاذبية عن غيرها من البلاد ، و تعتبر تركيا وجهة سياحية عالمية وعربية ،وبلغ عدد السائحين في تركيا نحو حوالي أكثر من 40 مليون سائح لعام 2020 وذلك قبل جائحة كورونا التي خفضت العدد إلى أقل من ذلك ، ولكن عادت السياحة تزدهر من جديد خاصة في مواسم العطلات منذ الصيف الماضي .

  • إصرار أردوغان على منهجه الاقتصادي قد يودي بحكمه للبلاد

دعوات في الشارع التركي والأحزاب المعارضة بضرورة إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، لإنقاذ البلاد من كارثة التضخم و حالة الفوضى التي تعم الشارع التركي في حالة إصرار أردوغان على سياسته بخفض سعر الفائدة البنكية،فيما صرح زعيم المعارضة التركيةوخصمه لأردوغان كليتشدار أوغلو بنيته في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إقامتها في منتصف العام القادم 2023.

في ظل  هذه الأوضاع من انهيار العملة التركية وارتفاع الأسعار و زيادة معدل التضخم يرى خبراء المال والاقتصاد أنه من الضروري رفع أسعار قيمة الفائدة البنكية كقاعدة ونظرية اقتصادية مطبقة ومضمونة لمواجهة أزمة التضخم ، وأوضح مسؤلون في البنك المركزي التركي بأن رفع سعر الفائدة أمر لابد منه لمواجهة الأزمة إلا أن القرار ليس بأيديهم، ويتوقع الخبراء بإمكانية زيادة معدل التضخم ليصل إلى 50 .% بنهاية العام الجاري في حالة استمرار السياسة المتبعة غير المدروسة في حل الأزمة.

إلا أن الرئيس التركي لا يقلق بشأن الوضع الاقتصادي للبلاد ويرى أن أزمة التضخم ستختفي عما قريب بما يتبعه من سياسة الاستقلال الاقتصادي التي تهدف لتعزيز النمو الاقتصادي للبلاد وزيادة معدل الصادرات التي  جعلها من أولوياته ولو على حساب استقرار سعر الليرة.

READ  وزير الاقتصاد الإماراتي يتوجه إلى بريطانيا سعيا لاتفاقية تجارية

و يؤكد الخبراء أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها تركيا لأزمة اقتصادية، لكنها الأخطر والأسوأ منذ عقود بسبب اتباع السياسة النقدية المخالفة للدراسات والعلوم الاقتصادية،حتى بات من غير الواضح التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً.

فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بانخفاض سعر الليرة، وذلك من خلال ذكر الأسباب التي أدت إلى ذلك، ونود أن نكون قد قدمنا لكم كل ماتودون معرفته حول هذا الموضوع.